أبرز خبراء الشأن السياسي الدور الكبير الذي لعبته الجزائر في إعادة سوريا إلى الحضن العربي، بعد 12 عاماً من القطيعة والخلافات، لتستعيد سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية، واستعاد معها الجميع جهود الجزائر التي شدّدت دوماً على موقفها الداعم لسوريا.
في تصريحات بثها "منتدى الدولية" على أثير إذاعة الجزائر الدولية، أكد البروفيسور، مصطفى صايج، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أنّ الجزائر هي الدولة الوحيدة التي ظلّت تدافع عن عدم التدخل الخارجي في شؤون أية دولة، مبرزاً أنّ الجزائر موقفها ممتدّ في التاريخ والأمير عبد القادر شاهد على ذلك، مؤكداً: "الدبلوماسية الجزائرية ليست دبلوماسية قرع الطبول".
من جهته، ذهب الأستاذ رشيد علوش الباحث في الشؤون الإستراتيجية إلى أنّ العرب ارتكبوا خطأً استراتيجياً قاتلاً عبر تعليقهم عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، حيث تمّ تجاوز ميثاقها في مادته الثامنة، مشيراً إلى أنّ الجزائر كانت دائماً تدعو في اجتماعات جامعة الدول العربية إلى ضرورة إعادة سوريا إلى حضنها العربي وتفعيل العمل العربي المشترك.
وفي اتصال هاتفي، أكد رياض الصيداوي مدير مركز الدراسات العربية الإستراتيجية بجنيف أنّ الجزائر ومنذ 2011، رفضت ما يُحاك ضدّ سوريا ورفضت تجميد عضويتها في الجامعة العربية لإدراكها أنّ سوريا مستهدفة من قبل مخطط خارجي كان هدفه إسقاط الأنظمة العربية، منوّهاً إلى أنّ الموقف الجزائري مبني على عقيدة دبلوماسية نوفمبرية مستلهمة من ثورة نوفمبر.
بدوره، أوضح المحلل السياسي د. بومدين معاش، أنّ المواقف العربية لو اقتدت بالموقف الجزائري لتقلّصت الفاتورة التي دفعها الشعب السوري جراء الانتهاكات التي طالته، مسجّلاً أنّ الجزائر تكتفي دائماً ببصماتها التاريخية المنبثقة من مواقفها الطبيعية والأصيلة.
وفي تدخلها عبر الهاتف من سوريا، أعربت المحلّلة السياسية السورية، ميساء الكريدي، عن حبّها وتقديرها للموقف والدور الذي نهضت بهما الجزائر في عودة سوريا لجامعة الدول العربية وإعادة فتح أبوابها للشعب السوري الذي تربطه علاقات عميقة مع نظيره الجزائري.
وعاد البروفيسور، مصطفى صايج، ليذكّر بالدور الكبير والفعّال لرئيس الجمهورية من خلال ممارسته ما وصفها "الدبلوماسية القمة"، طارقاً أبواب العواصم الفاعلة، بناءً على عدم إمكانية بعث العمل العربي المشترك إلاّ بلمّ الشمل العربي.
وانتهى الدكتور، بومدين معاش، إلى أنّ سوريا تدرك إدراكاً تاماً أنّ الجزائر من خلال موقفها الأصيل، هي الدولة الأولى في الجامعة العربية التي دافعت على وجود سوريا ضمن الحضن العربي.
برنامج "منتدى الدولية" من تقديم بلقاسم جير