تطرق برنامج "مدارات الشرق الأوسط " في حلقة هذا الأسبوع الى التطوّرات الميدانية المتسارعة في سوريا خلال الأيام الماضية والتي اثارت عدّة أسئلة حول أسبابها وتداعياتها وعلاقتها بمجموعة عوامل اقليمية ومحلية.
ذلك أنه بعد سنوات من تراجع القتال بتوافق سوري روسي تركي وإيراني (وبقبول أمريكي)، مع استعادة قوات الجيش السوري، في أواخر عام 2016 مدينة حلب بأكملها، وموافقة مقاتلو الفصائل المسلحة على الانسحاب منها بعد معركة استمرت أشهرا، جاء اجتياح فصائل مسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا"، قرى وبلدات بمحافظتي حلب وحماه التي تسيطر عليها الحكومة السورية. لتنهي خرائط السيطرة و"تجميد الصراع" بموجب ما عُرف بمسار آستانا لأول مرة منذ أكثر من 4 سنوات. لتدخل سوريا فصلاً آخر من فصول الصراع فيها وعليها، فهل ما يحدث الآن هو جزء من مشهد أوسع يعكس التغيرات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى المحلل الاستراتيجي تركي الحسن من دمشق، ان ما يحدث في حلب لا ينفصل عما جرى من 14 شهرا. منذ طوفان الاقصى وما يخطط للمنطقة من اعادة رسم معالم جديدة للشرق الاوسط خاصة في ظل الاستقطاب الدولي الجديد والذي تستشعر فيه الولايات المتحدة خطرا على الهيمنة الامريكية من حيث حضور روسيا والصين. وتريد واشنطن ان تكون قطبا اوحدا مهيمنا، ومن هناك تعاد رسم خرائط الخراب في الشرق الاوسط.
ويرى المحلل السياسي والعسكري على مقصود من دمشق، ان ما حصل في حلب وتحرك هيئة تحرير الشام ومن خلفها بقية الفصائل المنضوية تحت ما يسمى الجيش الوطني المدعوم من تركيا هو مخطط وضع في اللحظة التي بدأ الكيان الصهيوني عدوانه على جنوب لبنان وحزب الله والاغتيالات التي انتهت باغتيال السيد حسن نصر الله. وضعت الخطة بعد لقاء من الاستخبارات الاوكرانية والتركية والاسرائيلية والفرنسية بمباركة امريكية ليتم تحريك الفصائل المسلحة حتى لا تتوقف عند حلب بل تسيطر على حماه ومناطق اخرى إغلاق جميع المعابر بين سوريا ولبنان.
إعداد وتقديم: جازية عبيدو