وقف الدكتور حواس محمد  ، أستاذ التاريخ الحديث و المعاصر بجامعة الجيلالي بنعامة ، عند أحداث مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من خلال بيان الحكومة المؤقتة الجزائرية على لسان رئيسها فرحات عباس في إذاعة تونس ، و الذي أكد فيه تعلق الشعب الجزائري بالإستقلال الوطني وبممثليه الشرعيين في الداخل و الخارج ، مشيدا ببسالة الشعب وتمسكه بالإستقلال من منظور الثورة الجزائرية ، وإفشال السياسة الإستعمارية وفضحه للجرائم ضد المدنيين العزل.

ويعتبر الدكتور حواس هذه المحطة حاسمة في مسار الثورة الالجزائرية ،بدورها المعياري في نقل مسار الثورة ومواجهة شارل ديغول وتحريك بوادر تغيير سياسة الجمهورية الخامسة التي أسسها في سياق أحداث 13 ماي 1958، وحملها على تبني شعار " الجزائر الجزائرية ".

التغيير لم يكن سهلا، فقد لقي هذا التوجه الجديد في السياسة الفرنسية معارضة شديدة من طرف الكولون معتبيرن الأمر خيانة ديغولية  " للجزائر الفرنسية ".

و يؤكد الدكتور حواس ، عدم انسياق الثورة الجزائرية لهذا الطرح الجديد  للسياسة الفرنسية ،و الذي كانت تعتبره  مشروعا إستعماريا جديدا لتصفية الثورة وسلخها من مضمونها الحضاري، الأمر الذي دفع بحتمية المواجهة لإفشال هذا المشروع بجناحيه الديغولي و الكولونيالي ، وذلك من خلال رفع شعار " الجزائر المسلمة " في مظاهرات 11 ديسمبر1960   التي دوت الأحياء الكبرى للعاصمة الجزائر بكل من بلكور و سالومبي و المدنية و غيرها ، وأسقطت  بهذا الرد القوي ، الذي لا يرض بغير " الجزائر المسلمة المستقلة " حلا للقضية الجزائرية ، آخر أوراق المناورة الديغولية ، و أثبتت للعالم هويتها وهدفها ،ونجحت في إعلاء كلمة الجزائريين ومد صداها من خلال الصحافة الغربية الأوروبية و الأمريكية ، وكذا من خلال هيئة الأمم المتحدة  التي سجلت إنتصارات كبيرة لصالح القضية الجزائرية .

نشير أن الدكتور محمد حواس ،استاذ التاريخ الحديث و المعاصر  بجامعة جيلالي بونعامة  بخميس مليانة ،مهتم بالتاريخ المغاربي و بمكانة الجزائر و دورها في المنطقة .وهو عضو بعديد فرق البحث على غرار " فرقة ثوابت الثورة التحريرية " و رئيس مشروع فرقة بحث حول الجرائم الإستعمارية ، التابعة للمركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة  أول نوفمبر  1954 ، و قد ساهم في إنجاز الكثير من الكتب المدرسية في الطور المتوسط و الإبتدائي وسعى لإبراز تعليمية مادة التاريخ .