تطرق برنامج مدارات الشرق الاوسط في إذاعة الجزائر الدولية في حلقة هذا الأسبوع إلى تدهور العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والمنظمات الأممية خلال العدوان على قطاع غزة. وأثره على عمل هيئات الأمم المتحدة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة .
حيث تكررت المشادات بين الكيان الإسرائيلي والمنظمات الأممية العاملة داخل الأراضي المحتلة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة المحاصر، وزادت التوترات بين ممثلين لتلك المنظمات والاحتلال، حتى أصبحت الاتهامات تنذر بدفع سلطات الاحتلال لعدة هيئات دولية للمغادرة ، واتت في السياق الحرب الشعواء على وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا" ردا على قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق الاحتلال وقادته ، ولم تنجو الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش من مهاجمة الكيان العلنية اثر تجديده الدعوة إلى "وقف إطلاق نار إنساني دائم في غزة" وإطلاق سراح جميع الرهائن، مطالبا القوات الإسرائيلية بـ"تجنب أعمال جديدة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أساسا في غزة" وتجنيب المدنيين في القطاع مزيدا من المعاناة.
وسبق ان اتهم الأمين العام غوتيريش الكيان الإسرائيلي ب"الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة"، وأكد أن "أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون"، ودعا إلى وقف إطلاق نار فوري. وحذر غوتيريش وقتها، من "العقاب الجماعي" للشعب الفلسطيني، بعدما فرضت إسرائيل حصارا على القطاع وكثفت القصف دون هوادة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات من غزة ، ان الامم المتحدة وجدت نفسها أمام خيارات صعبة ووضع غير مسبوق من التناقض الحاد بينها وبين الكيان الاسرائيلي وهو يشن حملات كبيرة ضدها وضد رئيسها غوتيريش الذي أعلن موقفه الصريح ، وضد ممثليها ومؤسساتها المتنوعة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ويصر الكيان الاسرائيلي على فرض نفسه ضمن مزيد من العزلة الدولية على المستوى القانوني والأخلاقي والسياسي، ليظهر على حقيقته عصابة من المجرمين.
ويرى نصر ابو جيش عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني من نابلس، ان الكيان الاستعماري هو نظام متمرد على كل القوانين، وهذا يأتي في سياق الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة التي لا يهمها المنظمات الدولية وقراراتها بقدر ما يهمها قتل الشعب الفلسطيني بكل وسائل الحرب.
إعداد و تقديم : جازية عبيدو
