في هذا العدد من برنامج " مجالس الأندلس " تناول الأستاذ محمد الأمين بلغيت جانبا آخر من الحياة الإجتماعية للأندلس في حواضرها و أريافها، وهو اللباس ،الذي كان يعبر بتنوعه عن عادات و تقاليد أهلها و مكانتهم الاجتماعية وكذا عنوانا للدين و الحضارة .
وقد فصل الأستاذ بلغيت في الحديث عن خياطة اللباس الأندلسي ، واختيار خاماته و ألوانه في الفصول الأربعة للسنة ،وارتباط ذلك بالطبقات الاجتماعية و المكانة العلمية و الملة الدينية ،مستندا لما قاله ابن الخطيب في وصف لباس الأندلسيين في الطبقة الحاكمة و القضاة و العلماء و الأزياء العسكرية وملابس العامة ولباس النساء .
وفي حديثه عن الخامات ،يقول الأستاذ بلغيت أن لباس أهل الأندلس في الشتاء كان من خامة الصوف و "الملف " المنسوج و المصبوغ ، أما لباسهم في الصيف فكان من خامة الكتان و الحرير و القطن و الأردية الإفريقية.
هذا إضافة إلى شيوع البرانس و المعاطف و القلانس و المآزر و الغفائر التي ارتبطت ألوانها بملة مرتديها ، فالصفراء لليهود و الحمراء لذوي الجاه و السلطان.وكذا العمائم التي لا يلبسها إلى الأشراف و أهل العلم و المروءة .
وقد تأثر لباس أهل الأندلس بالوافد إليهم من العرب و المرابطين و الموحدين و العباسيين ، هذا إضافة إلى عامل المناخ الذي جعلهم يستخدمون خامات دون الأخرى، كما كان لتلك الخامات المستخدمة في اللباس الأثر البليغ في ازدهار صناعة المنسوجات و انتشار دورالطرز و الغزل ، الأمر الذي ساعد في تطور الأزياء في الأندلس والتفنن في تصميمها و زخرفتها.