عصر ملوك الطوائف ببلاد الأندلس
الصورة
في هذا العدد يتناول المؤرخ الدكتور محمد الأمين بلغيث عصر ملوك الطوائف الذي أعقب عصر الفتنة القرطبية وتقسيم بلاد الأندلس في هذا العهد .
قسمت بلاد الأندلس إلى سبع مناطق رئيسية في عهد ملوك الطوائف. فبنوا عباد أخذوا منطقة أشبيلية، وهم من أهل الأندلس الأصليين. وبنو زيري من البربر أخذوا منطقة غرناطة في جنوب الأندلس. وبنو جهور أخذوا منطقة قرطبة، والذي كان منهم أبو الحزم بن جهور زعيم مجلس الشورى، فصاروا حكاماً على منطقة قرطبة. وبنو الأفطس من البربر أخذوا غرب الأندلس وأسسوا إمارة اسمها: بطليوس، وقد تكاثروا فيها ووضعوا أنفسهم في هذه المنطقة. وبنو ذي النون من البربر أخذوا المنطقة الشمالية التي فيها طليطلة وما فوقها. وبنو عامر وهم العامريون وأصلهم من اليمن أخذوا شرق الأندلس، وكانت عاصمتهم في تلك المنطقة بلنسية. وأخيراً بنو هود أخذوا سرقسطة في الشمال الشرقي من البلاد، فقسمت البلاد إلى سبعة أقسام متساوية، كل قسم فيه عنصر من العناصر، إما قبيلة من البربر أو من العرب أو من الأندلس الأصليين. بل إن داخل كل منطقة من المناطق أكثر من دويلة، فبنو عامر كانوا مسيطرين على شرق الأندلس، وكانت شرق الأندلس مقسمة إلى أكثر من دويلة، وعلى كل دويلة رئيس من رؤساء بني عامر. وكذا بنو جهور قسموا قرطبة إلى أكثر من منطقة. وبنو الأفطس قسموا بطليوس إلى أكثر من منطقة وهكذا، حتى وصل تعداد الدويلات الإسلامية في الأندلس بلا مبالغة إلى (22) دويلة، بالرغم من أن (25%) من أرض الأندلس تحت سيطرة النصارى، و (75%) من أرض الأندلس يقسم إلى (22) دويلة، وأن مساحة الأندلس بكاملها ستمائة ألف كيلو متر مربع، أما المساحة التي يحكمها المسلمون فهي حوالي (450 ألف كلم2.) يعني: أقل من مساحة واحد على أربعة من مساحة الجزائر وهي مقسمة إلى (22) دولة كاملة، كل دولة لها رئيس ولها جيش ولها أمة ولها سفراء ولها وزارات، ولها كل مقومات الدولة أو الإمارة. فتفتت المسلمون تفتتاً لم يسبق في عهد الأندلس، وكان الهبوط على أشد ما يكون، ولو نقارن ما كان عليه الأندلس في عهد عبد الرحمن الناصر والحكم بن عبد الرحمن الناصر من العزة والقوة والوحدة، وما صار إليه من التفرق والتشتت وفقدان عنصر من أهم عناصر القوة عند المسلمين وهو عنصر الوحدة، وإلى حلقة مقبلة حول التفصيل في عصر دويلات ملوك الطوائف
الضيوف
الأستاذ المؤرخ محمد الأمين بلغيث
البرنامج يعنى بتاريخ الاندلس الزاخرة بكل الوان الحضارة والرقي ، مع الإشارة لمجالسها العلمية و المواضيع المطروحة فيها للنقاش التي تجاوزت بلاط الخلفاء و الامراء الى العامة.