الجزائر تتحرك بصورة غير مسبوقة من أجل وضع إفريقيا في مكانتها الصحيحة
الصورة
منتدى الدولية

أكد خبراء ومختصون في الشأن الجيوسياسي والاقتصادي، الخميس، خلال مشاركتهم ضمن برنامج  "منتدى اذاعة الجزائر الدولية" الذي خصص لموضوع "الجزائر في إفريقيا ..إسهامات فارقة وآفاق ديبلوماسية واعدة" أن رهانات الجزائر أكبر وأعمق وتتحرك بصورة غير مسبوقة من أجل وضع القارة الإفريقية في مكانتها الصحيحة التي تستحقها وتسعى جاهدة لإعلاء صوت إفريقيا على المستوى الدولي.    

وفي هذا الإطار أوضح الدبلوماسي والسفير الأسبق نورالدين جودي أنه "بفضل مساعي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الدبلوماسية الجزائرية بدأت تسترجع مكانتها على مستوى القارة الإفريقية بعد غياب دام لأزيد من 20 سنة".

كما أضاف "أن الجزائر لا بد أن تكون دولة قوية ومحترمة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من القارة الإفريقية."  

وذكر جودي "انه بعد الاستقلال حاولت فرنسا أن تنشر دعاية أن الصحراء هي التي تفرق بين إفريقيا البيضاء وإفريقيا السوداء، لكن رد الرئيس الراحل هواري بومدين كان سريعا وأكد أن الصحراء هي الرابطة بين  الشمال والجنوب الإفريقي وهو ما دفعه على إطلاق مشروع طريق الوحدة الإفريقية".

كما أردف أن "الرئيس تبون أعاد بعث هذا المشروع الحيوي من جديد والذي سيكون بمثابة جرعة أكسجين للجزائر ولدول الإفريقية كما يراهن على مشروعي شبكة الألياف البصرية  وأنبوب الغاز العابر للصحراء، من أجل تحقيق الأمن الطاقوي لإفريقيا وهذا رغم محولات نظام المخزن بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني لعرقلة تنمية ووحدة القارة الإفريقية.

من جانبه أبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إدريس عطية أن "هدف الجزائر في الإتحاد الإفريقي ليس فقط إبعاد بعض الكيانات التي تريد أن تؤثر على سيرورة الإتحاد الإفريقي، لكنه أسمى وأعلى ويتمثل في إعلاء صوت إفريقيا على المستوى الدولي".

وأردف قائلا  "لجزائر تدرك أن هناك مخاض لنظام عالمي جديد وإعادة هندسة للعلاقات الدولية، كما أنه هناك تغير في موازين القوى على المستوى العالمي لذلك فهي تحاول استغلال هذا الظرف الزمني من أجل إعطاء للقارة الإفريقية مكانتها التي تستحقها سواء على مستوى هيئة الأمم المتحدة بالمطالبة بحق إفريقيا في العضوية الدائمة في مجلس الأمن على أساس أنها القارة الوحيدة غير الممثلة بشكل دائم على مستوى المجلس الأمن".

كما أوضح أيضا انه "يجب وضع حد لتدخلات بعض الدول الأوربية في شؤون الدول الإفريقية التي لا تزال تتعامل مع إفريقيا بمعطيات الحرب العالمية الأولى بمنطق أبوي لا يمكن أن يسمح لإفريقيا بأن تتحرك وبأن تصل إلى مكانتها المنشودة لكي تصبح قارة فتية وفاعلة".

 وأوضح الخبير في القضايا الأمنية والجيو سياسية، محند برقوق أن "الدبلوماسية الجزائرية منذ الإستقلال وقبلها كانت ترتكز على دبلوماسية البناء الإفريقي".مشيرا إلى أن "رئيس الجمهورية وفي أول خرجة له على الساحة الإفريقية أكد على ضرورة بعث هذا البعد الجيو سياسي الهام في تصورات الجزائر الدبلوماسية وفي السياسة الخارجية."

وأضاف المتحدث ذاته " أن رئيس الجمهورية وفي خطابه أكد على البعد التضامني من خلال إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية. وللجزائر دور كبير في الدفاع عن إفريقيا بدليل ان هناك 15 دولة إفريقية تحصلت على استقلالها بفضل دعم الجزائر".

كما أضاف أن "الجزائر كانت ترافع من أجل أن تكتسب إفريقيا مقعدين دائمين بمجلس الأمن وتوسيع المقاعد إلى خمسة وان للجزائر عمق استراتيجي  تاريخي في القارة الإفريقية" وبأنه "ليس خيارا بل حتمية بإعتبار ان الجزائر جزء من هذه القارة، وخاصة أن مستقبل افريقيا مرهون ببناء إستراتيجية لفواعل أساسية للدفاع عن القارة السمراء".   
 
أما المختص في الشؤون الاقتصادية، البروفيسور محفوظ كاوبي فقد أكد أن "الجزائر قامت بخطوات عملاقة على المستوى الاقتصادي من خلال تمويل بعض المشاريع لخلق التنمية في القارة الإفريقية سواء البشرية أو الاقتصادية". 

وقال في السياق ذاته " إن التحدي حاليا هو تمكين الدول الإفريقية من تثمين مواردها وتسخيرها في عملية النمو وأن العائق الكبير هو التبعية للمستعمر القديم سواء من الناحية السياسية والاقتصادية".

وأردف أن "القارة الإفريقية بحاجة إلى تجارب ناجحة تمكن من تفعيل والإسراع بعملية الإندماج على المستوى الإفريقي ولابد للدول الرائدة في هذا المجال على غرار الجزائر أن تسحب الدول الأخرى إلى الأعلى".

الضيوف
نورالدين جودي
إدريس عطية
محند برقوق
محفوظ كاوبي